الاثنين، 16 يونيو 2014
3:31 م

احذر النــمــل القاتل



نـ :  نقد  ...  مـ : مقارنة ... ـل  : لوم
  

أولا : ن  نقد

كثير من الناس يظن أن النقد يجب أن يركز على الجوانب السلبية دون الإيجابية منها ، وهذا خطأ فادح في التعامل مع العملية النقدية  ، فهي عملية مهمة في تطوير الأعمال والإبداعات والمواقف في الحياة ، وكما أننا بحاجة إلى المبدعين ، فنحن بحاجة أكثر إلى نقّاد حاذقين مهرة ، فمن خلالهم يتم تصويب جوانب الخلل ، وإبراز جوانب الإلهام والإبداع والتجديد في الأعمال .
ولأن الكثيرين منا ركبوا موجة النقد ، وأصبحنا ننتقد في الطالعة والنازلة أي شيء وكل شيء ، نقدا سلبيا
ولم يعد يعجبنا شيء ، علينا أن ننتبه بأن النقد له وجهان ، كالعملة النقدية تماما ، الوجه الأول إبراز العيوب ، والوجه الثاني إظهار المحاسن ، فهما جناحا العملية النقدية إن أردنا لها أن تتم بصورتها الصحيحة .
إن التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال والتواصل والشبكات الاجتماعية المختلفة ، المقروءة والمسموعة والمرئية ، سمحت للجميع بأن يشارك في العملية النقدية بشكل كبير ، كما أن التخفي وراء شاشات الكمبيوتر وأجهزة الهواتف الذكية سهلت المهمة لهم ، فالأمر لا يتعدى ضغطة زر وتنتهي المسألة ، وحتى إن لم تجد ما تنتقده فكل ما عليك هو أن تستحسن انتقادا ما أو تعيد نشره .
هكذا تطور الأمر ولم نعد نسمع أو نقرأ ناقدا يبرز الجوانب الإيجابية في غير المحافل والمنشورات العلمية التخصصية ، إلا ما ندر ، ويُتَّهم من يقوم بذلك من كتّاب الصحف بأقذع الأوصاف المعلبة الجاهزة ، وتحولت ثقافة النقد من اشتمالها على إبراز الجانبين إلى إبراز جانب واحد فقط ، وهو الجانب السلبي ، ولذا لم نعد نقبل النقد ، لأنه أصبح مهنة من لا مهنة له ، وأمسى سلاحا مدمرا في أيدي الفرقاء السياسيين ، يوجهونه كيفما شاءوا ، ومتى شاءوا .
واليكم هذه القصة
ركب سيارة صاحبه .. فكانت أول كلمة قالها : ياااه !! ما أقدم سيارتك !!
ولما دخل بيته .. رأى الأثاث فقال :
أووووه .. ما غيرت أثاثك للآن؟!
ولما رأى أولاده … قال : ما شاء الله .. حلوين .. لكن لماذا ما تلبسهم ملابس أحسن من هذه !!
ولما عاد إلى البيت قدّمت له زوجته طعامه .. وقد وقفت المسكينة في المطبخ ساعات ..
رأى أنواعه فقال :
ياااا الله .. لماذا ما طبختي رزّ ؟
أوووه .. الملح قليل ! لم أكن أشتهي هذا النوع !!
دخل محلاً لبيع الفاكهة .. فإذا المحل مليء بأصناف الفواكه ..
فقال : عندك مانجو ؟
قال صاحب المحل العجوز :
لا .. هذه في الصيف فقط ..
فقال : عندك بطيخ ؟ قال : لا ..
فتغير وجهه وقال :
ما عندك شيء .. ليش فاتح المحل ! وخرج ..
ونسي أن في المحل أكثر من أربعين نوعاً من الفواكه ..
نعم .. بعض الناس يزعجك بكثرة انتقاده ..
ولا يكاد أن يعجبه شيء ..
فلا يرى في الطعام اللذيذ إلا الشعرة التي سقطت فيه سهواً ..
ولا في الثوب النظيف إلا نقطة الحبر التي سالت عليه خطئاً ..
ولا في الكتاب المفيد إلا خطئاً مطبعياً وقع سهواً ..
فلا يكاد يسلم أحد من انتقاده ..
دائم الملاحظات ..
يدقق على الكبيرة والصغيرة ..
من كان هذا حاله عذب نفسه في الحقيقة .. وكرهه أقرب الناس إليه واستثقلوا مجالسته..
لأنه لا يقيم لمشاعر الناس اعتباراً.. يجرحهم بكل سهولة ولا يعتقد أنه قد أخطأ بشيء !
احرص على انتقاء كلماتك مع الآخرين..
كما تنتقي أطيب الثمر والورد..
ولا تجعل كلامك سهاماً جارحة فيكرهك الناس..
هكذا كان .. وهكذا ينبغي أن نكون ..
لولا صمام التنفيس في ( قدور ) الضغط لانفجر ودمر .. فماذا عساها أن تكون صمامات التنفيس في علاقاتنا مع الآخرين ؟!!
يقولون إن الضغط يولد الانفجار .. فهل تنتظر حتى تصل لتلك المرحلة فتدمر ما كنت تسعى جاهدا لتبنيه ؟؟!!
الدخول إلى ( الكهف النفسي ) الخاص بي .. هو ما أستخدمه شخصيا كصمام تنفيس
الكهف النفسي .. هو مصطلح استخدمه جون غراي في كتابه ( المريخ والزهرة ) للإشارة إلى العزلة التي يمارسها الرجل أحيانا ..
لكل منا صمام تنفيس ( أمان ) مناسب .. يعرفه من خلال التجربة .. ولا يوجد شيء محدد يناسب جميع البشر .
بالنسبة للوقت المحدد للتواجد في الكهف فهذا يعتمد على نوع الشخصية ، فمنهم من يأخذ وقتا طويلا ومنهم أقل منه .
عشر أفكار.. للتنفيس قبل الانفجار :
أولا:
زيادة الوعي بمستوى الضغط ليمكنك الانسحاب قبل الوصول للانفجار ، من خلال التركيز عليه بشكل أكبر .
ثانيا :
حاول أن تركز على الحاضر واستمتع به بكل حيثياته .. كي يتم تقليل مستوى الضغط لديك بشكل مستمر .
ثالثا :
البحث عن صديق يكتم السر .. ويتميز بالانصات .. والبوح له بما يكنه صدرك من أمور
رابعا :
إيجاد مستشار مؤتمن .. حسن السمعة .. وواسع العلم والمعرفة .. ذو خبرة جيدة .. للمساعدة في تقليل الضغط عليك .
خامسا :
قراءة ما تقع عليه يدك من كتب التفكير الإيجابي .. والاستماع للمواد المسجلة في ذات الموضوع .. ومحاولة التطبيق.
سادسا :
البحث عن مكان تستطيع فيه تفريغ طاقتك السلبية .. البحر .. مقهى .. نادي .. جيم .. الشاليه ..
سابعا :
التحلي بالتفاؤل

ثامنا :
السفر وما أدراك ما السفر
ففيه النقاهة وتغيير البيئة
ومفعوله كمفعول السحر !!
تاسعا :
الكتابة في تويتر بكل ما تريد البوح به
وإن خفت الكشف عن شخصيتك
بإمكانك أن تعمل لك حسابا للبوح
واستمتع بالتجربة
عاشرا :
وهي أهمها
الذكر
والصلاة
وقراءة القرآن
والصدقة في السر
الإحباط .. شماعة يعلق عليها بعضهم ضعف إرادته وفتور همته .
إن كان ولابد ..
لا تقل ( أنا محبط )
قل
أنا ( أشعر بشيء من الإحباط )
هل تعرف الفرق بين العبارتين ؟
عندما تقول ( أنا محبط )
فأنت توكد حالة الإحباط على مستوى الهوية
وهو من أعمق مستويات الذات
عندما تقول ( أنا محبط )
فكأنها أصبحت صفة لصيقة بك
جزء من شخصيتك لا تتعداك
تذهب معك في كل مكان
وتكون معك في كل زمان
عندما تقول ( أنا أشعر بشيء من الإحباط )
فالمشاعر مستواها أقل من مستوى الهوية
ولا ترتبط بالإنسان على الدوام
فالمشاعر تتقلب بين حالة وأخرى
( أنا تعبان )
( أنا متضايق )
( أنا حظي مو زين )
مثل هذه العبارات تترسخ على مستوى الذات
ويتفرع عنها
أفكار ومشاعر وسلوك
لأنها على مستوى الهوية
هناك فارق كبير بين أن نصف حالتنا النفسية بمشاعر تأتي وتذهب ، وبين أن نصف ذواتنا بتلك الحالة النفسية ، فكأننا وهي شيء واحد لا فكاك.
حاول أن تقول ( أنا حزين )
وارصد حالتك النفسية
ثم قل ( أشعر بشيء من الحزن )
وارصد حالتك النفسية
كثير من الناس يلحظ فارقا كبيرا
عندما تصف نفسك إيجابيا
الأمر يختلف .. قل وقتها
( أنا سعيد )
( أنا قوي )
( أنا فرحان )
( أنا جريء )
كي تؤكد تلك الصفات على مستوى الهوية
هناك ما يسمى ب
( المستويات المنطقية للتغيير )
المستوى الروحاني
مستوى الهوية
مستوى القناعات والقيم
مستوى القدرات والمهارات
مستوى السلوك
عندما تخاطب ذاتك
أو تخاطب الآخرين
وتستخدم في ذلك
( أنا ) أو ( أنت )
فأنت تتحدث على مستوى الهوية
وهو مستوى عميق جدا في الذات
لنفترض أنك تريد أن توجه كلامك لشخص على خطأ ارتكبه
كثير منا يقول له
( أنت غلطان )
أليس كذلك ؟
عندما تقول لشخص
( إنت غلطان )
فقد وجهت كلامك لمستوى ذاته وهويته
مستوى الذات أو الهوية لا يرتبط بزمان أو مكان
وتكراره يجعل منه صفة ملازمة له
القاعدة هنا
( الفصل بين الذات والسلوك )
لا تقل ( أنت غلطان )
بل قل ( الفعل الذي قمت به كان غلط )
( الفصل بين الذات والمشاعر )
قاعدة أخرى
لا تقل ( أنا محبط )
بل قل ( أشعر بشيء من الإحباط )
سؤال مهم
عندما تقول لنفسك
( أنا محبط )
هل يوجد هناك زمن محدد لهذا الوصف ؟
عندما تقول لنفسك ( أنا محبط )
فهو وصف يلازمك
أمس
واليوم
وغدا
وتكراره يزيده رسوخا
عندما تقول ( أنا محبط )
فهي صفة
والصفة تتبع الموصوف كما تعلمنا
معه أينما حل وارتحل
حاول ألا تستخدم هذه الطريقة في وصف مشاعرك
إن كان ولا بد فقل
( أشعر الآن بشيء من كذا )
كذا = حالة نفسية سلبية أيا كانت
أنت هنا ربطت هذا الشعور بحالتك الآنية فقط
قد تقول لأحدهم
( أنت عنيد )
جرب العبارة التالية بدلا عنها
( أحيانا يبدو لي موقفك فيه شيء من العناد )
شرايكم أيها أقل تأثيرا ؟
( أنت عنيد )
( أحيانا يبدو لي موقفك فيه شيء من العناد )
لقد أوصلت للآخر نفس المعنى باستخدام كلا العبارتين
ولكن التأثير مختلف
الأولى على مستوى الهوية
والثانية السلوك
( أنت متردد )
( ما قمت به فيه شيء من التردد )
هنا ربطت ( التردد ) في سلوك محدد الزمان والمكان
وليس صفة ملازمة للشخص
سوف أختم معكم تغريدات الليلة بقاعدة جميلة جدا في النقد
سؤال
إذا سويتو شربت ( فيمتو )
وطلع هالفيمتو حاجم ( ثقيل )
الحل أن نزيده ماء
طيب وإن زدنا الماي على الفيمتو
وما زال حاجم ( ثقيل )
شنسوي ؟؟
نستمر في إضافة الماء حتى يصل الفيمتو إلى مستوى يمكن شربه .. أليس كذلك ؟
أقوى عبارات النقد هي ما نوجهه للذات مباشرة
كأن تقول
( أنت غلطان )
كيف نخفف هالعبارة النقدية بحلو ومعسول الكلام ؟
القاعدة الأولى للتخفيف
الفصل بين ( الذات والسلوك )
فتقول له
( اللي سويته غلط )
القاعدة اللي بعدها لمعسول الكلام ( تخفيف النقد )
ما تسمى
( إعادة التعريف )
فتقول له
( اللي سويته …. مو صحيح )
غلط = مو صحيح
إعادة تعريف الكلمة
القاعدة التي تليها لمعسول الكلام
ما تسمى ب
( الإمكانية )
فتقول له
( اللي سويته … يمكن .. يكون مو صح )
القاعدة التي تليها في معسول الكلام
ما تسمى ب
( إضفاء الرأي الشخصي )
فتقول له
( في رأيي .. اللي سويته .. يمكن يكون .. مو صح )
المستوى الخامس لمستوى الكلام المعسول
استبدال الرأي الشخصي بالسؤال الموجه
فنقول له
( مو ملاحظ إن .. اللي سويته .. يمكن يكون .. مو صح ) ؟؟
المستوى السادس لمعسول الكلام
إعطائه بديلا إيجابيا لسلوكه السلبي
(أعتقد أن السلوك الفلاني قد يكون أكثر مناسبة في مثل تلك المواقف أليس كذلك)؟
أعلم أن
( أنت غلطان )
أسهل وأسرع من
(أعتقد أن السلوك الفلاني قد يكون أكثر مناسبة في مثل تلك المواقف أليس كذلك)؟
ولكن الأمر متروك لك .

0 التعليقات:

إرسال تعليق