السبت، 14 يونيو 2014
4:35 م

تيدي ستودارد ... شكرا معلمتي قصة حقيقية



شكرا .. معلمتي 

وقفت المعلمة أمام طلاب الصف الخامس في اليوم الأول من  الدراسة
وقالت لهمم إنني أحبكم جميعا هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات ، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي
لقد راقبت المعلمة  هذا الطفل خلال العام السابق ، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مريح
وقد بلغ الأمر أن المعلمة كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.
ووفي يوم من الايام بينما كانت تراجع المعلمة ملف الطالب فوجئت بشيء ما!!
لقد كتب معلمه في الصف الأول الابتدائي ما يلي: الطفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام وبطريقة منظمه كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".
وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: " تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".
أما معلمه في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود ولكن والده لم يكن مهتماً، والحياة في منزله تتؤثر عليه
كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".
وهنا أدركت المعلمة المشكلة، فشعرت بالخجل من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا العيد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا ذلك الطفل  فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بعدم انتظام ، في ورقة مأخوذه من كيس عادي ، وقد تألمت المعلمة  وهي تفتح الهدية وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط
 ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت المعلمة  عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها.

ولم يذهب هذا الطفل بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها: إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت المعلمة  بالبكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن الطفل  أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة والكتابة والحساب وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل وقد أولت المعلمة اهتماماً خاصاً للطفل وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاط وكلما شجعته كانت استجابته أسرع وبنهاية السنة ألدراسية أصبح الطفل من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل وأبرزهم ذكاء وأصبح أحد التلاميذ المدللين عندها.
وبعد مضي عام وجدت السيدة طومسون مذكرة عند بابها للتلميذ ، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته".
مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله ، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن".

وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه مقترنا بلقب  دكتور
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه وأنه سوف يتزوج، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت المعلمة  على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في العيد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!

واحتضن كل منهما الآخر، وهمس قائلاً لها، أشكرك
على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.

فردت عليه المعلمة والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.

هذا الطفل هو تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية.
إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً. والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب، ولا بالمظهر عن الجوهر، ولا بالشكل عن المضمون. يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام،وأن تسبر غور ما ترى ، خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار،
موّاراة  بالعواطف،  والمشاعر والأحاسيس ، والأهواء، والأفكار.
أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات  وان لانحتقر اى انسان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق