"إياك أن تضيع منك أختك"...
في ظل ارتفاع وتيرة قتل النساء في فلسطين والتي أصبحت موضة سائدة هذه الأيام ...اخترنا أن نشارككم هذه القصة القصيرة تحت عنوان "إياك أن تضيع منك أختك"...
يقول أحد الشباب كنت صغير السن ولا وظيفة لي ولا دخل سوى مكافأة الدراسة الجامعية وكانت لي أخت كبيرة متزوجة ولها خمسة من الأبناء والبنات ولها زوج ليس له همٌ من الدنيا إلا رغباته ونزواته.. كان شديد الإهمال لهم وشديد القسوة معهم .. كن...ت أزورها كثيراً و أقضي بعض حوائجها التي أستطيعها ...وكلما زرتها وفعلت ذلك أشعر بسعادة لامثيل لها ويأتيني رزق من غير لا أعلم .
ومرت الأيام والشهور و أنا على ذلك حتى تخرجت من جامعتي وبقيت فترة طويلة بلا عمل وما زلت أهتم بأختي و أبنائها... وكل ما ذهبت لها يرزقني الله برزق من عنده لا حد له ...وبعد مدة ليست بالقصيرة رزقني الله بعمل في احدى المدارس وبعدها فتحت عدد كبير من المحلات وبدأت أعمالي وتجارتي تكبر وتزيد ....
ويعلم الله لم أترك أختي وأبنائها الخمسة قمت عليهم وعلى تعليمهم حتى كبروا و اشتد عودهم...
وفي احدى الليالي ذهبت كعادتي لها.. وذهبت بها إلى السوق واشتريت لها كل ما في نفسها وعدت معها وتعشينا سوياً وغلبني النعاس فنمت على الكنبة وصحوت على دعواتها وهي تصلي الوتر:
"اللهم اشرح صدره اللهم اهد قلبه اللهم ألهمه رشده اللهم افتح عليه من خيرك الذي في السماء و أخرج له خيرك الذي في الأرض وزد في رزقه اللهم فرج همه"...
ودعت لي بدعوات كثيرة
عندما انتهت سألتها ألهذا الحد تحبينني ؟؟
كانت إجابتها كالصاعقة على قلبي:
أنت الوحيد من أهلي اللي وقف معي ومع أولادي وصبر على طلباتنا واحتياجاتنا ...بعد كل مرة كنا نخرج معك... كان عيالي يبقون أيام و أيام سعداء ومبسوطين ويتمنون جيتك عشان تفرحهم وكنت بكل صلاة أدعي لك بانشراح الصدر والرزق الوفير والحمد لله ربي استجاب دعائي .
بعدها دمعت عيني وعرفت سر سعادتي وانفراج همي ورزقي الوفير كان بسبب دعوات من قلب أخت أتعبها الهم والخوف من مصدر مجهول !
بكيت وأنا أتذكر مشهداً أثناء ركوبي بجانب أحد الأصدقاء القدامى وهو يقود سيارته الفارهة...عندما استوقفه بعض الصبية عند اشارة المرور كي يسألوه ما يسد جوعهم منادينه بكلمة "خالو" ...وعندما اقتربوا منه نهرهم بأقدح الشتائم بعد أن مد يده من الشباك كي يضربهم وأسرع بعد أن أضاءت الاشارة الخضراء لاكتشف بعدها أنهم أولاد شقيقته المطلقة التي يتبرأ منها لأنها تزوجت على غير رضاه...كرهته ولم يعد لي به صلة ولم أحاول بعدها أن أسأل عنه لأنه صاحب قلب أسود متفحم .
ارجو من كل من له أخت كانت متزوجة أم مطلقة أم أرملة أم عزباء...قفوا معهن حتى لو كن في غنى... فالأخت لا تريد سوى شيئاً بسيطاً اسمه الاهتمام مصحوباً بالحنان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق